شاطر
 

 ساعة المستقبل لمحمد الماغوط من كتاب " سأخون وطني"

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
soubhi
المدير العام
المدير العام
soubhi

عدد المساهمات : 443
تاريخ التسجيل : 07/05/2012
العمر : 52

ساعة المستقبل لمحمد الماغوط من كتاب " سأخون وطني"  Empty
مُساهمةموضوع: ساعة المستقبل لمحمد الماغوط من كتاب " سأخون وطني"    ساعة المستقبل لمحمد الماغوط من كتاب " سأخون وطني"  I_icon_minitime12/5/2012, 8:57 pm


ساعة المستقبل لمحمد الماغوط من كتاب " سأخون وطني"

ماذا فعل المواطن العربي لحكامة خلال أكثر من ثلاثين سنه حتى يعامل هذه المعاملة؟
أعطاهم أولاده للحروب
و عجائزه للدعاء
و نساءه للزغاريد
و كساءه لليافطات
و لقمته للمآدب و المؤتمرات
و شرفاته و موطئ قدميه للمهرجانات و الخطابات.
و طلب منهم نوعا واحدا من الحرية، و هو النوع المتعارف عليه في أبسط الدول المتحضرة، فأعطوه عشرين نوعا من الحرية لا يوجد لها مثيل لا في الدول المتحضرة ولا في الدول المتوحشة.
و طلب منهم نوعا واحدا من الإشتراكية، و هو النوع المعمول به في معظم الدول الإشتراكية، فأعطوه خمسين نوعا من الإشتراكية إلا نوع المعمول به في الدول الإشتراكية.
أعطاهم سبع دول عام 1949، لتوحيدها، فأعطوه بعد ثلاثين سنه 22 دولة لا يستيطع 22 بسمارك أن يوحد أنظمة السير فيها.
و منذ ثلاثين سنه أعطاهم قضية ظريفة خفيفة كالفلة، تتمنى معظم الدول و الشعوب في ذلك الحين أن يكون عندها قضية مثلها، و هي قضية فلسطين، فأعطوه بالإضافة إليها:
قضية لومومبا
و قضية فرج الله الحلو
و قضية الشواف
و قضية البرازاني
و قضية بن بركه
و قضية بن بللا
و قضية بن عاشور
و قضية عبد الحكيم عامر
و قضية برلنتي عبد الحميد
و قضية علي صبري
و قضية خزنة عبد الناصر
و قضية موسى الصدر
و قضية جنبلاط
و قضية سعد حداد
و قضية أحمد الخطيب
و قضية الخميني
و قضية السادات.
فماذا يتحمل هذا الإنسان لتحميل؟
بمعنى أن ينام المواطن العربي على هم قديم، هذا لا يجوز، و أمر لا ترضاه لا أنظمة الحكم العربية، ولا دول عدم الإنحياز، ولا منظمة الوحده الآسيوية الأفريقية، ولا منظمة الصحة العالمية.
المفروض كل يوم جديد، وهم جديد.
و أن يعود المواطن إلى بيته في المساء و هو لا يحمل لعائلته و أطفاله أكلة جديدة أو ثيابا جديدة، بل قضية جديدة.
و تقول إعلانات الدعاية أن ساعة أوريس التي تتحمل الصدمات هي ساعة المستقبل، قسما بالله ألف ساعة أوريس لا تتحمل في ثلاث سنوات الصدمات التي يتحملها المواطن العربي في ثلاث دقائق- و لذلك كل ما يلزمه هو قشاط جلد من عند الرأس و القدمين ليلفه الطيارون و رجال الأعمال حول معاصمهم، بإعتباره هو لا أحد سواه ساعة المستقبل.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

ساعة المستقبل لمحمد الماغوط من كتاب " سأخون وطني"

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» وطني الحبيب الغالي.....
» وطني ليس حزمة من حكايا
» حانت ساعة زفاف فتاة إحتشمت وعفت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الإبداع والتميز :: |¦| •° الملتقيات العامة °• |¦| :: •¤•° ملتقى الحوار العام °•¤•-