ماهي سدرة المنتهىوظل رسول الله صلى عليه وسلم ومعه جبريل يصعدان حتى وصلا إلى سدرة المنتهى وسدرة المنتهى هي المكان الذي ينتهي عنده علم الخلائق كلها ولو بالوحىإذن فسدرة المنتهى هي التي ينتهي عندها علم خلق الله سبحانه وتعالى إنسا وجانا وملائكة حتى الأشياء التي توحى تقف في العلم عند سدرة المنتهىيقول الحق سبحانه وتعالىوَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى 13 عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى 14 عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى 15الآيات من 13 -15 سورة النجموهنا نسأل من الذي رآه الرسول مرة أخرى يقال أنه جبريل رآه في صورته كما كان ينزل بالوحي طوال رحلة الإسراء ثم رآه في صورته الملائكية الحقيقية مرة أخرى عند سدرة المنتهىولابد أن نفهم أن القوانين التي خضع رسول الله صلى الله عليه وسلم لها عند سدرة المنتهى كانت أرقى قوانين الخلق لأنه وصل إلى المكان الذي ينتهي عنده علم الخلق كلهم وعند سدرة المنتهى لايمكن لأى مخلوق من مخلوقات الله أن يصفها أو يصف جنة المأوىإن العلم لكي ينتقل من بشر إلى آخر لابد له من أسلوب والأسلوب يحتاج إلى اللغة واللغة تحتاج إلى توضيح والتوضيح يوجب علينا أن يوجد المعنى أولا ثم بعد ذلك يوجد له اللفظ وهذه أمور لم تسمعها آذاننا ولم ترها عيوننا ولم تدركها عقولنا ولاخطرت على قلوبنا كيف نضع لها ألفاظا لابد أن نأخذها عن الله سبحانه وتعالى بما أخبرنا به دون أن نسأل كيف أو نحاول الحصول على توضيح لأننا عاجزون فإذا أخبرنا الحق سبحانه وتعالى بشئ يقرب الصورة إلينا فإننا نأخذه عند قول الله تبارك وتعالىولذلك عندما يحدثنا الله سبحانه وتعالى عن الجنة لايعطينا صورتها لأنه ليس عندنا معان تعطينا الصورة الحقيقية ولكنه جل جلاله يقولمَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَامن الآية 35 سورة الرعدولكن هل هذه هي الجنة إنها مثلها فقط لأن الجنة فيها مالا عين رأت ولاأذن سمعت ولاخطر على قلب بشر فلايمكن أن يستوعب العقل البشرى مافيها ولكن الحق سبحانه وتعالى يقرب الصورة إلينا بقدر ماتفهم عقولنا المحدودة