الانتخابات المصرية وأثرها على الفلسطينيينبقلم الكاتب: أحمد يونس شاهينتحظى الانتخابات المصرية على مساحة واسعة من الاهتمام الفلسطيني على كافة مستوياته وتحديداً كما نرى اهتمام الفلسطينيين في غزة بهذه الانتخابات نظراً لعمق العلاقات التي يعززها النسب والجوار, ولأن مصر هي البوابة الوحيدة لقطاع غزة بحكم الوضع الجغرافي والحصار الذي تفرضه إسرائيل وتدمير مطار غزة والتحكم بمعبر إيرز وباقي المعابر المرتبطة بإسرائيل.كما أن مصر رعت القضية الفلسطينية منذ أكثر من أربعين عاماً وأن مولد منظمة التحرير الفلسطينية كان في مصر الشقيقة التي تتمتع بمكانة كبيرة في الوطن العربي والعالم كونها أكبر دولة عربية من حيث كثافة السكان ولها من التاريخ النضالي ما يؤهلها لاستحواذ هذه المكانة ووقوفها بجانب الشعب الفلسطيني في محنه.لاشك بأن للانتخابات المصرية أثر كبير على مستقبل الأمة العربية ولكن لا يجب علينا كفلسطينيين أن لا نعول الكثير عليها وعلى الربيع العربي لأن الربيع العربي من صنع أمريكي ولا يمكن أن يأتي بما هو أفضل لمستقبلنا.الرئيس المصري القادم لا يحمل الكثير لنا في طياته وجل اهتماماته وذلك نظراً لما ينتظره من حجم المهام التي تنتظره والكفيلة بأن تنسيه القضية الفلسطينية ولو لبعض الوقت لأن مصر تعيش مرحلة صعبة للغاية وأمام هذا الرئيس القادم تحديات كبيرة منها السياسية والاقتصادية وغيرها سواء كانت داخلية أو خارجية وعليه إعادة ترتيب البيت المصري.أما نحن كفلسطينيين فعلى قيادتنا الالتفات لما فيه مصلحة الوطن وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الفئوية وأن لا تربط مستقبل المصالحة بالمتغيرات الإقليمية وأن تتجاوز مرحلة الإصرار على الفشل وتفويت الفرصة على المتآمرين على مصير قضيتنا بإنجاز ملف المصالحة وتنفيذ بنود الاتفاقات الموقعة في هذا المجال وإشراك باقي الفصائل الفلسطينية بهذه الاتفاقات وأن لا يتركوها محصورة بين فصيلين كونهما أكبر الفصائل الفلسطينية.